"مدينة الأحزان"
صغيرتي .... لم يعتد قلمي يوما ان ينبض بكلمات الفرح ، ولم تعتد قصائدي ان ترقص على انغام حروف تعزف على سطور الذكريات ، فالقلم دائم البكاء يملاؤه الشجن ، والسطور ثملت من هول ما تحمله كلمات افرغت حملها على اوراق لم تكن احسن حالا من سطورها . فعلى كل من يفتح دفاتري ان يعلم بانه قد دخل مدينة الاحزان، مدخلها شيد من الدموع ، وطرقها اشجان سارت فيها قدماي طويلا ، ونهارها يأس عاشته احاسيسي بكل لحظه، وليلها وحدة عانيتها طوال حياتي، وأحياؤها قصص بائسة تحمل في طياتها انات قلب مزقته احداثها قصة تلو الاخرى ، ولعل دخولك الى مدينتي لحظة انتشاء تعبق بشي من الفرح مثل الحلم على الام لا ينتشلها فرح مسافر ، ثم ما تلبث ان تنتهي تلك اللحظة ، لا تحزني يا صغيرتي ، لست بلائم من احببت ، بل الوم حظي وقدري الذي كتب علي العذاب طوال حياتي ..........
ظلي زيدي في هجراني ......
فلقد أدمنت ُ الهجران َ
وصرتُ عشيقَ الاحزان ِ ......
سحقا ً للدمعة ِ والعينين ِ
وسحقا ً لكِ يا احزاني ....
سحقا يا حظا ً قتلَ اثنين ِ
فماتت في النفس ِأماني .....
مدني في الماضي قابعة ٌ
في قاع ِجبال ِالنسيان ِ ......
غابت في قصص ٍ لم تروى
ماتت من خلف القضبان ِ .......
كرواية عشق ٍأزلي ٍّ
تاهت بحروف ٍ هاربة ٍ
من قدر ٍ يرسم اشجاني ......
كلماتي فيها تائهة ٌ
تتلعثم من غير تواني .......
ضاعت من وحشة مسكنها
اوزان الشعر والحاني .....
في مدني تجدين ملاذا ً
في كلّ طريق ٍ وطريق ٍ
فأنا تاريخ ٌمنسي ٌ
من سالفِ عصري وأواني ......
ونهاري ليلٌ أبديٌ .......
بسماء ٍمن غير نجوم ٍ
لم يزهر حتى بستاني ........
اوراقُ الشجر ممزقة ٌ
في هوج الريح وباكية ٌ
سقطت من فوق ِالافنان ِ ......
كنقوش ٍ في الصخرة ِ ألمي
ما عادَ الدهرُ ليخفيها
قد غرّكِ زهوُ الالوان ِ.........
ظلي زيدي في هجراني ......
فلقد أدمنت ُ الهجران َ
وصرتُ عشيقَ الاحزان ِ ......